أنموذجان من الناس أستطيع أن أراهن على كمالهما البشري : الخاشع في صلاته، والبار بوالديه.
فالخاشع في صلاته من أحكم الناس، وأفلح الناس، صادق في مواعيده، وفي بعهوده، ذكي متزن في تفكيره.
ولنتأكد من ثبات هذه السمات، دعونا ننظر ونتأمل المقصر في صلاته سواء بنأخيرها أو بالاخلال بالطمأنينة والخشوع بها _فبضدها تتميز الأشياء_ تجده أنموذجا للطيش وخغة العقل، وكثرة النزق، وتداخل الأفكار، وفوضى الأوليات، واضطراب المشاعر.
وأما الأنموذج الثاني البار بوالديه؛ فهو من أرق الناس طبعا، وأحسنهم عشرة وجوارا، وأرقهم قلبا، وأرحمهم لغيره، وأكثرهم تفاؤلا، وأغزرهم توفيقا.
وليتأكد لنا هذا الوصف دعونا نتأمل النقيض _نسأل الله السلامة_ فالعاق أكثر الناس صراعا داخليا بين الفضيلة وضدها، ضميره يؤنبه وإن تظاهر بالقرار النفسي، أكثر الناس حقدا، وأسرعهم ثورة وانتقاما، وأقساهم قلبا، وأغلظهم طبعا، وأشقاهم حالا، وأقربهم إلى الشر وأبعدهم عن الخير.
وبالمجمل أستطيع أن أقول وبكل ثقة: هذان الصنفان أعني الخاشع في صلاته، والبار بوالديه هما منجم للسعادة، فإن سعدت بأن تكون منهما فهنيئا لك، وإن أكرمت بمعرفة أيٍّ منهما فالزمه ولا ترغب عنه أبدا.
المقالات