الإثنين, 10 رمضان 1446 هجريا.
العشاء
06:58 م
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الاثنين, 10 رمضان 1446هـ

الفجر
05:19 ص
الشروق
06:37 ص
الظهر
12:32 م
العصر
03:55 م
المغرب
06:28 م
العشاء
07:58 م

احدث الموضوعات

المقالات

صدمة

صدمة
https://maljuraishi.com/?p=3319
328
0
د. منصور الجريشي
د. منصور الجريشي
د. منصور الجريشي

ذهبت في منتصف الأسيوع الماضي إلى الصناعية لإصلاح عطل حدث في مكينة الزجاج الأمامي لسيارتي؛ حيث تسبب هذا العطل بعدم مقدرتي على رفع زجاج السيارة وسقوطه للأسفل، وعند وقوفي عند إحدى الورش خرج إليَّ أحد العمالة، ونظر إلى المشكلة، وقال: تحتاج المكينة للتغيير وهذه القطعة لا يمكن إصلاحها؛ بل لابد أن تشتري قطعة جديدة، ومن ثم أعيد تركيبها. ثم سألته كم يكلفني التركيب؟ ورد عليَّ العامل قائلاً: مئة وخمسون ريالاً، ثم قلت له: هل ممكن تخفض لي من السعر؟ رد علي وقال: (هذا على شأنك) وإلا أنا أركبها بمئتي ريال.. صديق. قلت في نفسي: خلاص ما دام الوضع قطعة جديدة ما يحتاج أبحث عن ورشة أخرى، ثم ذهبت إلى محل بيع قطع الغيار، واشتريت القطعة المذكورة، ثم قلت في نفسي: لماذا لا أسأل صاحب المحل؟ لأن عنده أكيد الخبر اليقين، خصوصاً أني توسمت فيه وجه الخير، وقلت له يا أخي كم تتوقع يركبون هذه القطعة؟ قال: من خمسين ريالاً، ولا تتجاوز السبعين ريالاً على أعلى تقدير. قلت له ماذا؟ قال: هذا سعر تركيبها ومعروف. قلت له: الورشة طلبوا مني مئة وخمسين ريالاً، ثم صك رأسه وقال: معقول!! قلت: نعم. ثم قال: الشغلة كلها أربعة مسامير، وفكها غير متعب اتركه، واتجه لغيره فالورش كُثر.

القارئ الكريم
لا أخفيكم سراً أني مصدوم مما سمعته، وبين مصدّق ومكذّب، ثم حدثتني نفسي وقلت: لماذا أتركه؟ لعلي أذهب له وأبلغه بما سمعت، ممكن يكون غلطان أو سمعي ربما خانني بعدم سماعه جيدا، وأخذت القطعة، ثم اتجهت إلى صاحب الورشة، ثم استقبلني بابتسامة عربضة! وقال لي أحضرت القطعة؟. قلت: نعم، ولكن بكم تركيبها؟ قال: مثل ما قلت لك سابقا، قلت كم؟ قال: مئة وخمسون ريالاً. قلت يا رجل إصلاحها لا يتجاوز سبعين ريال. قال الشغل يفرق ما هو مثل بعض صديق! قلت له يا أخي الشغلة ما هي صناعة فقط فك هذه القطغة، وتركيب القطعة الجديدة بدلاً عنها.
قال هذا الذي عندي، وهذا سعري. ثم تركته، وانصرفت، وبحثت مع الورش الأخرى، وفعلا وجدت عاملا، وقلت: أريد تركب هذه القطعة. قال: أبشر، وقلت له: كم تأخذ؟ قال: ستون ريالا. قلت له من الآخر، كم تركبها قال؛ خمسون ريال. ثم توكلت على الله، وركبتها عنده، ولم يتأخر كثيراً حيث أنجز العمل بوقت قياسي، وتمت التجربة برفع الزجاج، وعاد كما كان عليه سابقاً، وشكرت القائم بالعمل ثم انصرفت.
ويعلم الله أن هذا العمل حزّ في نفسي وآلمني كثيرا، كيف لو ركبت هذه القطعة عند صاحبنا الأول؟ وسعره الذي عرضه علي يتم من خلاله تركيب ثلاث قطع من نفس النوع، وكم من صاحب حاجة وعطل وصل إليهم دون علمه بالأسعار وعلى حسن نية وثقة فيهم، يوافق مباشرة على الطلب، وبالتالي، تقبض العمالة مبالغ كبيرة دون وجه حق، وربما أن بعض أصحاب الورش لا يعلمون عن تلك المبالغ الكبيرة، وبالتالي يضعها العمالة في جيوبهم!!.

اقتراحات

ولمعالجة هذا الاختلاف الكبير في الأسعار عند بعض ورش الصيانة، ولضمان عدم استغلال العميل من قبل بعض العمالة الذين لاهمَّ لهم سوى جمع المال، أقترح الآتي:
– وضع جهاز حاسوبي في محل ورش إصلاح السيارات تدخل فيه جميع تكاليف شغل اليد، أو كامل التكاليف إن كان الاتفاق بين العميل والفني على جلب جميع القطع وتركيبها من قبل الورشة.
– أن يكون مدخل البيانات على الجهاز الحاسوبي (الاستقبال) موظفاً سعودياً.
– أن تكون تكاليف شغل اليد محددة بسعر معين ذي حدين، الحد الأدني: يتيح لصاحب الورشة النزول لحد معين لضمان عدم التأثير على الورش الأخرى. والحد الأعلى: ألا تتجاوزه أي ورشة بأي حال من الأحوال، الأسعار المحددة.
– ⁠ أسعار شغل اليد تُقدر من الجهات المختصة ذات العلاقة، والتي تقوم بالإشراف على ورش الصيانة.
– يكشف الفني على العطل، ثم يعتمده موظف الاستقبال بالسعر الموحد، ويصدر فاتورة ملزمة للطرفين.
– تُقيد السيارة المراد إصلاحها بالحاسوب من خلال رقم اللوحة، حتى يتيح للجهات المختصة معرفة السيارة المراد إصلاحها.
– محاسبة كل من يتجارز الأسعار المحددة بالغرامة المناسبة لضمان عدم التلاعب بالأسعار.
– إصدار فاتورة إصلاح للعطل الذي يقوم الفني بإصلاحه، وتنبيه العميل بأخذ الفاتورة قبل مغادرة المحل حفظا لحقوقه وحقوق الورشة.
– ⁠تكون هناك لوحة معلقة في مكان بارز يشاهدها العميل عند إصلاح سيارته، ويتحمل مسؤولية عدم الحصول عليها إذا نشب خلاف بين الطرفين.
– يُذكر بالفاتورة الإلكترونية الضمان المقرر -إن وجد- لإعادة الإصلاح مرة أخرى، أو إرجاع المبلغ للعميل.
– في حالة عدم نجاح إصلاح العطل يتم إرجاع المبلغ، ويسلم للعميل للبحث عن ورشة أخرى دون تحميل العميل أي مبالغ مالية لفشل الفني بإصلاح العطل.
– تكون الفاتورة ملزمة للطرفين في حالة امتناع العميل عن الدفع، أو امتناع صاحب الورشة بإصلاح السيارة بعد البدء فيها أو عدم القدرة على إصلاحها. وترفع كأمر تنفيذي مباشر ولا يمكن الاعتراض عليها.
نصيحة
أخي صاحب المركبة، عند ذهابك لمجمع الورش (الصناعية) لا تقتنع بعرض أول ورشة تقابلك أو تشخيص العطل؛ بل أبحث في عدة ورش وافحص سيارتك جيداً لدى المختصين المهرة، ربما تجد فارقا كبيرا في السعر، والتشخيص الصحيح للعطل.

 

هذا المقال منشور في صحيفة الجزيرة من خلال الرابط التالي:

اضغط هنا

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*