من البرامج المميَّزة التي أطلقتها وزارة التعليم مؤخرًا، برنامج بوابة المستقبل، وهو يمثل إضافة قيمة ومفيدة وممتعة للميدان التعليمي، ويصبُّ في مصلحة أبنائنا الطلاب، إذ ينعكس أثره على مستواهم العلمي وقدراتهم التحصيليَّة؛ كي يصبحوا في أعلى المستويات، فمن الملاحظ أن طلابنا وطالباتنا أصبحوا- بحمد الله- يحققون مراكز متقدِّمة في المسابقات الدوليَّة، فيما يدلُّ على أن هناك جهودًا تبذل من أجلهم.
وعبر بوابة المستقبل يتلقى طلاب وطالبات المرحلة المتوسِّطة العلوم المختلفة، إضافة إلى الأنشطة التي تثرى التعلم لدى الطلاب على مدار العام الدراسي، حسب الخطة الزمنيَّة التي اعتمدتها المدرسة بناءً على خطة المناهج والأنشطة.
فالبوبة تفيد المعلم، إذ هو من يجني أول ثمارها، لأنها تختصر عليه الشيء الكثير، حيث تساعده في تحضير دروسه، وشرحها، من خلال توقيت المهام التي يؤديها على مدار السنة، ثم تنزل بشكل يومي حسب الخطة المعتمدة من المعلم وبالتاريخ المحدد، ويستطيع المعلم تسجيل مقطعٍ مرئيٍّ أو صوتيٍّ لدرس معين، يُمكن للطالب رؤيته في أي وقت يشاء.
كما أن بوابة المستقبل تقدم للطالب كل ما يحتاجه، ويكون ولي أمره على دراية تامة بكل ما يتعلق بملفه بالبوابة، من واجبات واختبارات ونتائج، وملاحظات، وتساعد الطالب في تقديم طلب مساعدة، أو استشارة من معلمه، أو إدارة المدرسة، أو أي مسؤول بالمدرسة.
ومن مميزات البوابة كذلك أنها تظهر المدرسة والمعلم والطالب الأكثر تفاعلًا ونشاطًا، على مستوى المدرسة أو المنطقة التعليميَّة، أو إدارات التعليم في المناطق الأخرى المطبقة للبوابة، خلال مدة معيَّنة الأول فالأول، وفي هذا ما فيه من التشجيع على الجد والمثابرة وإثارة الدافعيَّة.
ولكن مع هذه المميزات الرائعة التي تقدمها البوابة إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الملاحظات التي تثريها وتزيدها توهجًا، وينبغي معالجتها حتى يكتمل هذا المشروع الباهر، ولا يذبل أو يفقد بريقه وإشعاعه، ولعلَّ من أبرزها:
• تقديم الدعم الكامل للبوابة، وجعلها أكثر تفاعلًا وإيجابيَّة، من خلال تقديم الهدايا والجوائز القيمة للمدرسة والمعلمين والإداريين والطلاب الأكثر تفاعلًا، والحاصلين على أعلى النقاط، وتعلن أسماؤهم أسبوعيًّا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى موقع وزارة التعليم، وإدارات التعليم، تحفيزًا لهم ودعمًا معنويًّا.
وإن لم تكن هناك محفزات ستضعف القابليَّة لدى الطلاب، ويقل أداؤهم رويدا رويدا حتى تنعدم القابليَّة والرغبة لدى الطلبة.
• معالجة مشكلة عدم توافر الأجهزة الذكيَّة والإنترنت في المنازل لدى بعض الطلاب التي تحدُّ من مشاركتهم وتفاعلهم، ولعلَّ من أبرز المقترحات التي تعالج هذه النقطة من وجهة نظري: توفير أجهزة وإنترنت للطلاب المحتاجين لذلك، أو الاستفادة من معامل المدرسة، شريطة أن تفتح مدرسة واحدة- على الأقل- بالحي في الفترة المسائيَّة؛ للدخول على البوابة، والاستفادة من الخدمات المقدمة، وبإشراف مباشر من المعلمين المتطوعين لذلك بالفترة المسائيَّة، ومنح المعلمين مكافأة تعادل مكافأة مراكز الحي المتعلم، وتعليم الكبار، وينسق جدول للطلاب بمواعيد معلومة للطالب وولي أمره، حسب الأماكن المتاحة، شريطة ألا يتجاوز الطالب مدة ساعتين كحد أقصى.
• هناك أخطاء وأعطال تقنيَّة تحدث للبوابة، فأقترح تشكيل فريق عمل في كل مكتب تعليم تابع له المدارس المطبقة للبوابة، لحل تلك الإشكاليات وبسرعة، بدلًا من الانتظار طويلًا لحل تلك المشكلة التي تعرض لها الموقع.
• ضعف الإنترنت بالمدارس وانقطاعه، فأرى تكون معالجته من خلال توفير إنترنت عالي الجودة داعم للبوابة، يتحمل دخول عدد كبير من المستخدمين عليه.
• تزاحم الطلاب على المعامل، فأوصي أن تكون معالجتها من خلال توفير بيئة مستقبلة للطلاب، تسمح أن يكون لكل طالب جهاز على حدة.
• توفير أجهزة لطلاب تكافل مجانيَّة، دعمًا لهم.
فبوابة المستقبل لأبناء المستقبل، الذين على أيديهم ستتحقق رؤية مملكتنا الغالية وتكتمل؛ المستقبل ومستخدمو التكنولوجيا وحاملو لوائها بين الأمم.