الخميس, 22 جمادى الأول 1447 هجريا.
الظهر
11:06 ص
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الخميس, 22 جمادى الأول 1447هـ

الفجر
05:15 ص
الشروق
06:36 ص
الظهر
12:06 م
العصر
03:14 م
المغرب
05:36 م
العشاء
07:06 م

احدث الموضوعات

المقالات

تنظيم الإعلام والقرارات الأخيرة

تنظيم الإعلام والقرارات الأخيرة
https://maljuraishi.com/?p=3373
311
0
د. منصور الجريشي
د. منصور الجريشي
د. منصور الجريشي

تعد حماية المجتمع من الآفات والمخاطر بأبعادها المختلفة والمهددة له من الضروريات التي لا يمكن تجاهلها، أو غض الطرف عنها، فكلما انحرفت الأمور عن مسارها لا بد من قرار صارم يعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي حتى لا يطغى جانب على جانب، وبالتالي يستسيغها المجتمع ويتقبلها خصوصاً صغار السن، ومن ثم يصبح المجتمع بلا هوية ولا قيمة، كالهشيم البالي الذي تذروه الرياح من كل حدب، وصوب، وتنسفه نسفاً.

ولهذا السبب وحماية لمجتمعنا فقد أولت القيادة -حفظها الله- جلَّ اهتمامها؛ لتجعل المجتمع آمناً صحيحاً محافظاً على عادتها وتقاليده، متمسكاً بدينه وثقافته. فعندما ترى القيادة الحكيمة -أيَّدها الله- أن هناك شيئاً ربما يلحق الضرر بالمجتمع فلا تسكت على ذلك أبداً، بل تصدر الأوامر والتعليمات التي تبعد الضرر عن المجتمع «وتجتثه» من جذوره، وهذا -ولله الحمد- «ديدن» قيادتنا الحكيمة، -حفظها الله-، فقيادتنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تترك الحبل على الغارب لأي شخص يحاول أن يفسد المجتمع، أو يدخل عليه ما ليس فيه أو يحاول أن يمس كرامته وعاداته وتقاليده، بل تقف بالمرصاد بكل حزم لكل من تسوِّل له نفسه فعل أي شيء يؤثّر على المجتمع وينال من كرامته، أو إفساده، أو إدخال عليه ما ليس فيه.

فالإعلام أشد وأقوى سلاح في هذا العصر يوجه للمجتمعات، فهو يوجهها على الكيفية التي يريدها، ويشكلها كما ينبغي خصوصاً صغار السن والشياب والمراهقين، وغيرهم من المتأثرين الذين يتأثرون بما يشاهدون، ويقلِّدون كل ما يصدر منهم من أفعال، وأقوال، ويحتذون بهم. ولو أمعنت النظر وأرخيت السمع قليلاً لوجدت أن المراهقين، وغيرهم من المتأثرين يتفوهون بكلمات لم تسمعها من قبل، أو يقومون بأفعال ربما تصدمك، وهذا كله بسبب ما يشاهدونه على مواقع التواصل الاجتماعي من أقوال وأفعال لا تمت لواقعنا بصلة.

وبناءً على بعض الظواهر التي انتشرت في الآونة الأخيرة والتي لم يعرفها المجتمع من قبل، وخوفاً من انتشارها، وإدخال المجتمع ما ليس فيه، ووضع حداً لتلك الظواهر، فقد أصدرت هيئة تنظيم الإعلام مشكورة «جملة» من المحظورات التي تمنع صاحب المحتوى من فعلها، أو الاقتراب منها، بغية في ضبط المحتوى الرقمي، وإعادته إلى مساره الطبيعي فالعقاب ينتظر كل من وقع في هذه المحظورات، حتى ينعم المجتمع بمحتوى رقمي منضبط وجميل لا خوف منه على أبنائنا وبناتنا.

ولعلي في هذه المقالة القصيرة أذكر بعضاً من تلك المحظورات وتأثيرها على المجتمع ومنها:

التنمّر والإساءة للآخرين

التنمّر داء خطير ولا تشفى جراحه مهما مر الزمان وطال فيبقى أثر التنمُّر في القلب، وتصيب المتنمَّر عليه عقدة نفسية لا ينفك منها أبداً، ويبقى أثرها على أبناء المتنمِّر عليه سنوات طوال، ويدفعون ثمنها بدون ذنب غير أن المتنمِّر أراد إلحاق الضرر به، كيف لا والإساءة تنتشر مثل اشتعال النار بالهشيم وليس على مكان محدود وضيق فحسب، بل تجوب مساحة كبيرة داخل منطقته وخارجها، حتى تصل للعالم أجمع فالإساءة للآخرين أمر غير هين.

كشف خصوصيات الأسر وخلافاتها

لا شك أن كشف الخصوصيات والخلافات جريمة كبرى وخط أحمر، فمرتكبها يعرِّض نفسه للمساءلة، والسجن. فعندما تمسك عدسة جوالك وتديرها يمنة ويسرة فتأكد من أن ما تقوم بتصويره لا يلامس خصوصيات الآخرين، ولا يمس كرامتهم، ولا ينشر خلافاتهم فنشر الخلافات تعد كشف ستر للأسر، فكثير من الخلافات تحل وتنتهي ولكن عندما تنتشر فحلها صعب ولا تنتهي بسهولة.

نشر معلومات مضلِّلة وغير صحيحة

هذه آفة خطيرة، تسبب أوجاعاً للمجتمع، وتخوفه فبعض ناقلي المعلومات غير الصحيحة قسمان:

القسم الأول: الذي يستعجل بنشر معلومة غير صحيحة دون الرجوع للمصادر الرسمية؛ ليكون له السبق بالنشر والحصول على المشاهدات التي يربح من ورائها وبالأخير يلحقه الضرر مما نشر وعندها لا ينفع الندم.

والقسم الثاني: يرجون من ورائها زعزعة المجتمع وتمزيق وحدة كيانه، فيسعى لكي تنتشر وينشرها غيره من «المرجفين»، ويصل لهدفه وغرضه، فينبغي على مستقبلي المعلومات التأكد من المعلومة قبل إعادة نشرها، فموت المعلومة غير الصحيحة في مهدها أفضل من نشرها، فكن واعياً.

الألفاظ المبتذلة والتباهي بالأموال والممتلكات

عندما يفتح الشخص عدسة جواله ثم يتفوَّه بألفاظ مارقة خادشة للحياء فعرف أنه لم «يتحلَّى» بأخلاق مجتمعنا ولم «يتربَى» التربية السليمة الصحيحة، ويحتاج إلى إعادة نظر ومحاسبته على ألفاظه التي لو نطقت تلك الألفاظ لربما قالت له دعني فانتبه قبل أن ينالك العقاب. فكل كلمة تنطقها فأنت مسؤول عنها. وهناك صنف آخر يقوم بالتباهي بأمواله وممتلكاته ليظهر للناس أنه ثري، ولو كان صفر اليدين ليصبح حديث المجالس ويكسب متابعين ربما تصير وبالاً عليه، فالتباهي أمر محظور لدى الجهات الرقابية، فاحمد لله على ما أعطاك وأقفل عدسة جوالك ولا تظهر أمورك لغيرك.

إثارة القبلية أو العنصرية أو الطائفية

هذه جريمة كبيرة، وخطيرة كون من يفعلها يريد إثارة المجتمع بعضه على بعض وتفكيكه، وتمزيقه حتى يثير الفتن «والقلاقل» بينهم ويبغض كل واحد منهم الآخر. ومن وجهة نظري فإن هذا الفعل من ديدن الجبناء، العدوانيين الناقمين على المجتمع الذين همهم إثارة البلبلة بين الناس، فاعلم يا من يتصف بهذه الصفة بأن الجهات الرقابية في تنظيم الإعلام ستحاسبك على فعلتك تلك، ولن تمر مرور الكرام أنت ومن يحاول إعادة نشر ما تحدثت به، فاتق الله وابتعد عن هذه الصفة السيئة.

المحتوى المسيء للقيم الاجتماعية والوطنية

التطاول على قيم المجتمع والقيم الوطنية أمر يرفضه كل مواطن على أرض بلادنا الحبيبة فلا تظن أنك ناجٍ من فعلتك تلك، فالجميع لك بالمرصاد، وسيبلغون عنك وتأخذ جزاءك، فالمجتمع السعودي واع ومدرك ولا تستطيع أن تمرر عليه إساءتك، فالتزم المحتوى الجميل الهادف. فالمشاهدات تدوم بالمحتوى الجميل، وتزوّد وترتقي بينما في المحتوى المسيء حتى لو أصبحت لديك مشاهدات سوف تزول وتنتهي للأبد. فمن لم يمنع نفسه عن الإساءة فسيُمنع بقوة النظام، وتصبح الإساءة وبالاً عليه.

اللباس

اللباس هو عنوان الشخص «وكينونته» ومن خلاله نتعرَّف على صلاح المرء من عدمه، فالشخص يجب أن يقيم نفسه قبل الآخرين، وأن يحرص على اللباس الذي لا يخل بتقاليدنا، وحسب ما أمرنا الله به في ديننا الحنيف، فاللباس الخطأ يؤثِّر على المشاهدين ويشمئزون من بعض المظاهر التي يرونها. لا تظن أن الجميع يسعد بلباسك، ويهتم به.

ومضة

لكل من أراد الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن يعود نفسه على الاختيار الجميل والمحتوى الهادف، حتى يجد الإشادة من الجميع، ويكسب ثقة متابعيه وينتظرون كل ساعة ما ينشره ليستفيدوا منه، فالمحتوى الجميل كل يطلبه، أما المحتوى الهابط فكل ينبذه وإن وجدت بعض المشاهدات والإشادات فلا تغتر واجعل محتواك نقياً لتسعد في الدنيا والآخرة.

وأخيراً

شكراً وزير الإعلام والهيئة العامة لتنظيم الإعلام على هذه القرارات الصائبة، والتنظيمات التي لها دورها الإيجابي والملموس وسنكسب ثمارها عاجلاً بإذن الله تعالى

للاطلاع على كامل المقال من خلال صحيفة الجزيرة من خلال الرابط التالي:

https://www.al-jazirah.com/2025/20251022/rj1.htm

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*