اللغة أداة يتواصل بها البشر فيما بينهم، ويقضون حوائجهم بلسانهم وبها يعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم، وهي من النعم التي أنعم بها الله – سبحانه وتعالى – على عباده، فلكل مجتمع لغته الخاصة التي يتعامل بها مع أبناء مجتمعه يفهمهم ويفهمونه>
ولا يقتصر ذلك الدور على ذلك المجتمع، بل ينسحب لمن يتعلم لغة مجتمع آخر، ليتواصل من خلالها.
وتعلم اللغات أمر محمود يزيد الفرد ثقافة واسعة، ومعرفة للعادات والتقاليد التي يؤمنون بها، فكل ما أتقن الإنسان لغة قوم؛ فإنَّ مداركه تتسع، وتزداد ثقافته ويصبح لديه مخزون لفظي كبير.
ولكن ما شد انتباهي ذلك الشخص الذي عقد دورة تدريبية بلغة أخرى غير اللغة العربية لبعض المستفيدين، فقد وجدته يتقن تلك اللغة وكأنها لغته الأم فيخرج الحروف من مخارجها الصحيحة كما قعدها أبناؤها دون خطأ، أو تغيير؛ فأبهر سامعيه، ولكنه في الجانب الآخر لم يتقن لغته الأم اللغة العربية -التي ولد وهو يتتفس هواءها، ويتبادل أطراف الحديث مع والديه وأسرته بها، وتعلمها في المدارس حتى أصبح في هذا القدر من العلم والتحدث- فعندما يتحدث بالعربية، تقول: ليته سكت، فيقلب الحرف إلى حرف آخر ويكسر قواعدها، ولا يخرج الحروف من مخارجها.
والسُّؤال هنا: هل اللغة العربية صعبة؟
أعتقد لا ولكن إهمالها أنتج ذلك الشيء، فلو عكف على تعلمها وقعد قواعدها؛ لأصبح من علمائها، وأتقنها مثلما أتقن اللغة الأخرى.
طبعًا لا يلام العامي الذي يتحدث بلهجته الدارجة، حتى إن تعلم لغة أخرى فإنه يتحدث بنفس اللهجة -أقصد تغيير الحروف- فربما يجد صعوبة في إتقانه لها بسبب تأثير لهجته على لغته.
ومضة
إذا أردت أن تصعد للقمة فأتقن لغتك أولًا، ثم أتقن اللغات الأخرى؛ لتبهر جمهورك، وتكسبهم، وتحسن صنيعًا في حياتك.
المقال منشور في صحيفة الوطن ويمكنرالاطلاه عليه من خلال الرابط: