الإثنين, 21 جمادى الآخر 1446 هجريا.
الشروق
06:02 ص
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الاثنين, 21 جمادى الآخر 1446هـ

الفجر
05:39 ص
الشروق
07:02 ص
الظهر
12:21 م
العصر
03:20 م
المغرب
05:40 م
العشاء
07:10 م

احدث الموضوعات

المقالات

وداعا أيها الشيخ الإنسان الهمام

وداعا أيها الشيخ الإنسان الهمام
https://maljuraishi.com/?p=3279
307
0
د. منصور الجريشي
د. منصور الجريشي
د. منصور الجريشي
عندما خرجت من صلاة التراويح، وصعدت إلى المنزل؛ فإذا بأحد إخوتي يدنو مني وقد تلعثم لسانه، وقلت ماذا بك؟، والحزن يخيم عليه ويملأ وجنتيه وعيناه تذرفان الدمع وكررت عليه ذلك، ثم أجاب قائلا لقد انتقل الشيخ غانم باتل الجريشي إلى رحمة الله، ونزل علي الخبر كالصاعقة وهدّ كياني؛ وافجعني ولخبط تفكيري، وقد استسلمت لأمر الله ودعوت له بالمغفرة والرحمة، وبعد سويعات اتجهت إلى المسجد النبوي للصلاة على المرحوم وعندما شاهدت الجموع الغفيرة التي وصلت من كل حدب وصوب للصلاة عليه -رحمه الله- هون مصابنا الجلل وهو دليل -بإذن الله- على محبة الله له -من احبه الله أحبه الناس- صحيح أن الشيخ غانم ليس الأول الذي توفاه الله من أبناء عمومتنا، ولكن هذا الشيخ الكريم له منزلة عندي وعند أبناء العمومة لما امتاز به من خصال حميدة يصعب وصفها أو ذكرها، فهو -رحمه الله- لا يتوانا عن فعل الخير مهما كلفه من أمر، فهو يفرح بقضاء حوائج الناس والسير معهم لحل ما يواجههم من معضلات، كما اشتهر بصلة الأقارب، وأبناء القبيلة وغيرهم …خاصة الذين ذاقوا مرارة الدنيا سواء بمرض أو غيره.

فالشيخ غانم عندما يحل في مجلس عند أي شخص فلا تجده يحبس لسانه، بل يسعد من كان حوله فيأتي بالقصص والشعر، الذي يدخل البهجة والسرور على النفس.
والشيء بالشيء يذكر فقد صادفته ذات مرة يزور أحد المرضى وقد سيطر الهم والغم على هذا المريض، ثم بدأ الشيخ يمازحه، ويضاحكه ويؤنسه حتى اصبح المريض وكأنه لا شيء فيه.

كما أنه رغم تعبه وما يحسه من آلام وجدته صاعدا إلى الدور الثاني للسلام على أخي والاطمئنان عليه، ولم يمنعه مرضه وكبر سنه -رحمه الله-
كان رجل صريحا بكل ما تعنيه الكلمة، لا يجامل في المواقف التي يرى أنها لا تستحق المجاملة خوفا من ضياع حقوق الناس ثم يتحمل وزرها يوم القيامة.
فالشيخ عندما يحضر مجلسا فأنه دوما يحرص الناس ويحثهم على الالتفاف حول ولاة أمرنا، وان يكونوا عيونا ساهرة للوطن للحفاظ على أمنه وأمانه، واستقراره.
القارئ الكريم هل تعلم أن الشيخ غانم يصغي للمتحدث ولو كان من صغار السن، فأنه لا يفارقه ويركز ويستمع إليه، حتى ينتهي من حديثه، فأن رأي أن كلام المتحدث صائبا أخذ به، وأن رأه غير ذلك شكره عليه دون أن يحس المتحدث بأن ذلك الرأي لم يعجبه فهو -رحمه الله- لا يكسف أحدا أبدا.
فالشيخ غانم لا نوفيه حقه بهذا المقال المقتضب، فسيرته عطره وملئة بالانجازات التي يعرفها القاصي والداني وهي مفخزة لمحبيه -رحمه الله-

وداعا أبا عادل أيها الشيخ الإنسان الهمام، وفي جنات الخلد مسكنك -بإذن الله-متبوئا منزلة عالية من الجنة، مع النبيين والصديقيين، إن الله جواد كريم.
اللهم ارحم أبا عادل واجعل قبره برداً وسلاماً عدد ما رفعت الأيادي لدعائك، اللهم أسعده بالجنة ونعيمها.
اللهم بارك في أبنائه من بعده وذريته إلى يوم الدين، واجعلهم على الحق قائمين وللشر نابذين يارب العالمين.

منشور في صحيفة إخباريات يمكن الاطلاع عليه من خلال الرابط:

https://ekhbareeat.com/?p=123086

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*