أينما نذهب (نشوف ربعنا مستعجلين).. في الأسواق مستعجلون.. في المطاعم مستعجلون.. في طريقهم لأعمالهم مستعجلون.. في المستشفيات مستعجلون.. حتى في أماكن الترفيه مستعجلون!
السائقون أغلبهم ساخط، ويشتمون سراً وعلناً من يرونه بسبب ومن دون سبب، ولا أحد يلوم نفسه لأنه أهمل مواعيده ووقته وسار في قافلة «المستعجلين».
كلنا على حق والذي يؤخرنا هو رجل طاعن في السن يقود سيارته، أو نحاول أن نلقي اللوم على إهمالنا على كل من هم حولنا من الأهل وحتى الأصدقاء.. (العالم كلها طايرة) والنتيجة صفر.
باختصار نحن شعب لا يحترم الوقت ولا نحترم وعودنا ومواعيدنا، ولو سألت نفسك عزيزي القارئ: من تعرف من أصدقائك مواعيده دقيقة ستجد النتيجة صفر.
متساهلون في كل مواعيدنا، لأنه «لا قيمة للوقت عندنا»، وعجلتنا هذه بالعامية (على الفاضي)، هل السبب مدارسنا التي علمتنا أن نركض إلى طابور المقصف ونزاحم ونطاحن لنحصل على لقمة العيش في المدرسة؟
فهي بداية العجلة مع انطلاق جرس بداية «الفسحة» لننطلق في ماراثون جري لنصل إلى شباك صغير لا يكاد يسمح لشخصين أن يطلا معه!
وعلى مدى سنوات طويلة والحال هو الحال.. أما أنا فأعتقد أن طوابير الفسحة في المدارس هي السبب، جعلت حياتنا عبارة عن شبابيك فسحة في كل مكان. في الدوائر الحكومية وفي المستشفيات وفي الأسواق وفي الأعمال.
لو زار أحدكم مدرسة قريبة من منزله الآن سيجد الحال كما هو، وستخرج أجيال (مستعجلة) قريباً.
المقالات